هذا نموذج مصغر من حب الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين لحبيبهم صلى الله عليه وآله وسلم
نموذج مصغر من حب الصحابة لحبيبنا صلى الله عليه وسلم
الصحابة الكرام رضوان الله عليهم اجمعين كانوا من فرط محبتهم وتعظيمهم وتوقيرهم له صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته : أن أحدهم إذا ذكره بكى ويصعب عليه الكلام بل منهم من إذا مر بجوار داره صلى الله عليه وآله وسلم أشاح بوجهه لعدم صبرهم على الفراق.
- جاء من طرق كثيرة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قام على المنبر – وفي رواية بجانب المنبر – فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قد علمتم ما قام به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكى ثم أعادها ثم بكى ثم أعادها ثم بكى ثم قال إن الناس لم يعطوا في هذه الدنيا شيئا أفضل من العفو والعافية فسلوهما الله عز وجل
- وعن أنس رضي الله عنه قال : قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله وآله عليه وسلم لعمر : انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهيا إليها بكت فقالا لها : ما يبكيك ؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم فقالت ما أبكي أن لا أكون أعلم إن ما عند الله خيرا لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها إنها رضي الله عنها كانت مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته
- و ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان لا يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا بكى
___________________________________________
قصة سيدنا بلال وطلب الصحابة رضوان الله عليهم منه ان يؤذن
رضي الله عنهم وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين
..................................
ذهب بلال إلى أبي بكر رضي الله عنه يقول له
يا خليفة رسول الله، إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول
أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله
قال له أبو بكر (فما تشاء يا بلال؟) قال
أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت
قال أبو بكر: (ومن يؤذن لنا؟؟) قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع
إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله قال أبو بكر: (بل ابق وأذن لنا يا بلال)
قال بلال:إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له...قال أبو بكر: (بل أعتقتك لله يا بلال)فسافر إلى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا
يقول عن نفسه:
لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة
الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى: "أشهد أن محمدًا رسول الله" تخنقه عَبْرته، فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين
وبعد سنين رأى بلال النبي صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: (ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟)... فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: (نشتهي أن تؤذن في السحر!)... فعلا سطح المسجد فلمّا قال: (الله أكبر الله أكبر).... ارتجّت المدينة فلمّا قال: (أشهد أن لا آله إلا الله).... زادت رجّتها فلمّا قال): (أشهد أن محمداً رسولالله)
خرج النساء من خدورهنّ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم
وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون إليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة، ودعا أمير المؤمنين بلالا، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها، وصعد بلال وأذن ... فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا، وكان عمر أشدهم بكاء
وعند وفاته تبكي زوجته بجواره، فيقول:
"لا تبكي.. غدًا نلقى الأحبة.. محمدا وصحبه
هذا والله اعلم