عد مشاركتها في تحكيم برنامج {مواهب العرب}
هل غامرت نجوى كرم بصورتها؟
قبل أن تخوض الفنانة نجوى كرم تجربة المشاركة في لجنة تحكيم برنامج خاص بإطلاق المواهب، أثيرت التساؤلات عن جدوى مشاركتها في برنامج أسبوعي، هي التي اعتاد الجمهور أن تكون إطلالاتها موسمية، ومدروسة، ومرتبطة بحدث فني كبير، إذ إن نجوى من الفنانات القليلات اللواتي يرفضن الظهور الإعلامي من دون مبرّر، ويخترن التوقيت المناسب كي لا تتحوّل الأضواء إلى مادة لحرق الصورة المتوهّجة دوماً.
إلا أنّ نجوى تمكنت من إثبات نفسها كعضو لجنة حكم في برنامج Arabs got talent الذي انطلق انطلاقة صاروخية، قبل أن يقع في فخ الملل والروتين في حلقات التصفيات، ليتبيّن أن اختيار اللجنة للمواهب المتأهلة إلى الحلقات النهائية جاء عفوياً دون دراسة أو اعتبار لحجم المواهب وفرادتها.
اختيرت مجموعة من المواهب في الحلقات الأولى، إلا أن اللجنة عادت لتختار أربعين مشتركاً من بين مواهب فاقت المائتين، فجاء الاختيار عشوائياً، بعد خلافات في الآراء بين أعضاء اللجنة التي تضم إلى نجوى الإعلامي عمرو أديب، ورجل الإعلام الذي عمل وراء الكواليس طوال سنوات علي جابر.
ويبدو أن التسرع كان أساس اختيار المواهب التي تأهلت إلى النهائيات، فقد بدت التصفيات النهائية أضعف بكثير من مستوى الحلقات الأولى، فلا العروض التي قدّمت كانت ترقى إلى مستوى العروض التي أبهرت المشاهدين ما يؤكد أن بعض المشتركين لا يملكون من عناصر الإبهار سوى عنصر المفاجأة الذي يخدم مرة واحدة، ولا نوعية المهارات التي اختيرت تستحق أن تتوّج كموهبة يعوّل عليها، ما عدا بعض الاستثناءات القليلة، وهو أمر قد لا تلام عليه لجنة الحكم، بقدر ما يلام عليه المشتركون أنفسهم.
رفض المغامرة
في بداية البرنامج، راهن الكثيرون على تخلي نجوى عن دورها كعضو لجنة حكم، لمصلحة تلميع صورتها كنجمة، إلا أنها رفضت المغامرة بمصداقيتها ولو على حساب نجوميتها، ما أشاع خبر تعرضها للضرب على يد أحد المشتركين الذي خرج من البرنامج بصوت حاسم لنجوى التي نفت الإشاعة وإن يكن ثمة من يؤكدها في كواليس البرنامج.
ما يحسب لنجوى في البرنامج، هو اختيارها التعابير المناسبة لانتقاد المشتركين بعيداً عن القسوة التي ينتهجها زميلاها علي وعمرو، اللذان يتفنان في تحطيم معنويات المشتركين تحت ستار الصراحة، التي قد تكون مقبولة في النسخة الغربية فحسب.
ورغم انتقاد بعض الفنانين لخطوة نجوى وتصنيفها في إطار العودة إلى الأضواء من بوابة برنامج أسبوعي، كمؤشر على تراجع نجوميتها، وتشبيه البعض لخطوتها بخطوة الفنانة العالمية جينيفر لوبيز التي باتت عضو لجنة حكم برنامج «pop idol» الأميركي، بعد تراجع نجوميتها وإلغاء أكثر من جولة فنية لها بسبب ضعف الإقبال على شراء تذاكر الحفلات، فقد اعتبرت نجوى أن البرنامج هو أحد المحطات المهمة في حياته المهنية، لاسيّما أنها تشارك في صناعة نجوم من طراز خاص، بعد أن دأبت برامج اكتشاف النجوم على إطلاق نجوم غناء فحسب.
في الوقت الضائع
ورغم أن البرنامج انطلق مع إعادة توقيعها عقداً جديداً مع شركة روتانا بشروطها الخاصة، فإن البعض يرى أن نجوى أعلنت موافقتها على البرنامج في الوقت الضائع بين انفراط عقدها مع روتانا، وإعادة تجديد العقد، أي في مرحلة كانت الفنانة دون سقف يحميها، ودون سند يضمن استمرارية عطائها الفني بعيداً عن الإنتاج الخاص الذي أثمر أغنيتين منفردتين فحسب، تفصل بينهما أشهر عدة، في حين أنها اعتادت على إطلاق ألبوم كامل كل سنة.
ويرى البعض الآخر أن نجوى كانت بأمس الحاجة إلى فرصة كهذه مع توقف عجلة الإنتاج الفني، وحالة الإفلاس غير المعلن التي أصابت معظم شركات الإنتاج، إلا أنه ومع كثرة التأويلات، يبقى أن نجوى تمكنت من إثبات نفسها كفنانة من طراز خاص من خلال الصورة الجديدة التي أطلت فيها كسيدة مثقفة، وفنانة عميقة تجيد انتقاء تعابيرها، لتمرّر أفكارها بأقل أضرار، دون المس بمصداقيتها ولو على حساب شعبيتها.
ويبقى السؤال، هل ستطل نجوى في الدورات الجديدة من البرنامج، أم أن الإطلالة الأسبوعية على مدى سنوات تجعل منها وجهاً مستهلكاً بما لا يخدم فنها وبريقها كنجمة؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]